السبت، يوليو 23، 2011

أنا والكرسي والثلج


ربما سمع بعضكم عن العاصفة الثلجية التي ضربت انجلترا قبل أيام و أربكت الحياه تماما فيها.. ربما لا تعد عاصفة مثل هذه بالغة الخطورة مقارنة بمثيلاتها في روسيا مثلا، لكنها تعتبر الأعنف هنا منذ أكثر من نصف قرن!
في ليلة العاصفة، كنت في اجتماع مع بعض الاصدقاء في أحد فنادق لندن
وهناك حاصرتنا الثلوج لساعات قبل 
أن نتشجع و نقرر العودة لمنازلنا.. كان الوقت متأخر جدا و كنتُ منهكا للغاية لدرجة أني نمت بشكل عميق فور ارتمائي على سريري.. و حقيقة 
لا أذكر معظم تفاصيل طريق العودة إلى المنزل!
استيقظت باكرا صباح اليوم التالي.. 
و حينها راودتني فكرة شديدة الغباء!
فقد هممت بأن آخذ كوب قهوتي وأسحب سيجارا 

من حافظة السيجار لأدخن 
و أقرأ الجريدة في الخارج كما كنت أفعل أيام الصيف!
حينها لم أكن اعرف سببا محددا لتلك الرغبة..
لكني الآن أدرك أني كنت ربما مشتاقا لكرسي الحديقة.. كاتم أسراري 
و متحمل “خنبقاتي و هواجيسي”.. 


ربما كانت هناك أفكار و حكايا 
و أسرار أطالت المكوث في صدري.. حكايا 
لا أستطيع البوح بها الا لصديقي الكرسي..
و انا انزل سلالم الدرج.. تذكرت 
أن عاصفة ثلجية كانت قد غمرت المكان بالأمس.. فأسرعت إلى النافذة لأستطلع الجو.. و كما كان متوقعا.. لا ملامح 
لأي شيء.. فالحياة تجمدت.. و الألوان اختفت
لم يبقى سوى اللون الأبيض الذي كان يغطي كل شئ!
قررت و “برعونة” الذهاب الى حديقة المنزل..
‘لن تمنعني تلك الثلوج من الجلوس 
في الخارج’ تمتمت في نفسي و أنا أرتدي معطفي 
و أهم بالخروج..
اتجهت مباشرة الى الكرسي.. و عند وصولي إليه.. أطرقت كثيرا أمامه!
فصديقي الكرسي المزهو بالنقوش على أخشابه 

و الذي كنت ألمس فيه الحياه 
وهو في صدر الحديقة الخضراء بزهورها الملونة.. كان شاحبا.. مسكوا بالثلوج.. كان.. ميتا!

فكرت مليا و أنا أتأمل الكرسي..
فهذا المشهد أيقظ أفكارا كثيرة داخلي.. أهمها.. أننا تماما كالكرسي!
مهما كانت الحياة تملؤنا.. و مهما كنا مفعمين بالنضارة و الحيوية و الأمل.. بل حتى مهما كنا أقوياء و مهمين لمن حولنا.. إلا اننا قد نخبوا 
و يخفت نورنا إذا ما واجهتنا عواصف
و ظروف و مواقف صعبه.. فلا أحد يستمر في حال واحده.. هذا أمر خارق للقدرة البشرية..
لكن المهم دائما هو أن نملك القدرة على أن نعود للحياة بعد مرور العاصفة و انتهاء فصل الشتاء!

منقول للفائدة من 

http://moleculo.net/?p=1148 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق